قراءة في كتاب التاريخ الإسلامي، دروس وعبر (3 -3)
المؤلف: عبد الناصر الدياسطي باحث فى التاريخ الإسلامي
الدولة العثمانية:
أ. ذكر المؤلف أن حكم الدولة العثمانية امتد على مدار أكثر من ستة قرون وتحديدا من سنة ٦٩٩هـ وحتى ١٣٤٣هـ وصلت في هذه المدة بجيوشها إلى قلب أوروبا ، ونشرت الإسلام في شتى الأقاليم الأوروبية ، ففتحت بلاد اليونان ، بلغاريا ، رومانيا ، الصرب ، المجر ، ترنسلفانيا ، البوسنة ، الهرسك ، ألبانيا ، الجبل الأسود ، وبلغت جيوشها فيينا عاصمة النمسا ، لذلك كله شوه هؤلاء الأعداء تاريخ العثمانيين ، وللأسف الشديد تابعتهم الأجيال المسلمة في ذلك دون وعي أو دراسة.
ب. وأوضح المؤلف أن الدولة العثمانية منذ تأسيسها أطلق على زعيمها لقب "الغازي" أي المجاهد في سبيل الله تعالى ، وكانت غايتهم كما حددها مؤسسوها المجاهدون الأوائل: "الدفاع عن الإسلام ورفع رايته على الأنام" فصبغت الدولة شعبا وسلطانا أو خليفة وحكومة وجيشا وتشريعا ، وثقافة ، ومنهجا ، وهدفا ، ورسالة بصبغة إسلامية خالصة منذ النشأة الأولى وعلى مدى أكثر من ستة قرون ، وإن لم تكن في ذات الوقت هي الدولة التي تسير علي المنهج الإسلامي كاملا ، وإنما كانت تحرص عليه ، وتطبق بعض جوانبه ، وتهمل جوانب أخرى.
ج. ذكر المؤلف أن سلطنة بني عثمان امتدت إلي ما يقرب من مائتي وإحدى وثلاثين سنة ، ومرت بمرحلتين ، تجاوزت كل مرحلة منهما مائة سنة ، وبينهما مدة من الخلاف بين أبناء السلطان بايزيد الأول تجاوزت أحد عشر عاما.
حكم في المرحلة الأولى: عثمان ، أورخان ، مراد الأول ، بايزيد الأول.
وفي الثانية: محمد جلبي ، مراد الثاني ، محمد الفاتح ، بايزيد الثاني.
ويلاحظ في مرحلة السلطنة انصراف هم الدولة كلية نحو فتح القسطنطينية ، واستمرت هذه المهمة مدة السلطنة كلها.
انتهى عهد السلطنة بانتهاء عهد بايزيد الثاني سنة ١٥١٢مـ ، وبدأ عهد الخلافة مع بداية عهد سليم الأول بن بايزيد ، بعدما قضى على دولة المماليك ، وتنازل له الخليفة العباسي محمد المتوكل عن الخلافة.
د. وذكر المؤلف أن الخلافة العثمانية مرت بثلاثة عصور:
عصر القوة: وتولى فيه خليفتان سليم الأول١٥١٢:١٥٢٠، وسليمان الأول القانوني ١٥٢٠ : ١٥٦٦
عصر الضعف: وتولي فيه خمسة عشر خليفة أكثرهم مغمورون أولهم : سليم الثاني ١٥٦١ : ١٥٧٤ وآخرهم : عثمان الثالث ١٧٥٤ : ١٧٥٧
عصر الإنحطاط والتراجع : وتولي فيه تسعة خلفاء فقط ، أولهم مصطفى الثالث ١٧٥٧ : ١٧٧٣ ، وآخرهم عبدالحميد الثاني ١٨٧٦ : ١٩١٠ ، ثم سيطرت جماعة الاتحاد والترقي على الحكم.
هـ. وذكر المؤلف أن العصر العثماني الأول ، هو عصر قوة الدولة الذي طبقت فيه النظم الإسلامية فتبلورت شخصية الدولة في ظرف مائة عام فقط ، وعظم أمرها وصارت تهابها أوروبا بعدما كانت إمارة صغيرة ، وهذا يعود إلى تطبيق الشريعة الإسلامية ، وفي ضوء هذه السياسة الإسلامية ، انطلق العثمانيون في جميع حروبهم الهجومية والدفاعية، فاعتبروا نشر الإسلام وهداية الناس من أعظم الواجبات المقدسة ، فأرسلوا إلى جميع أمراء الروم بآسيا الصغرى يخيرونهم بين الإسلام أو الجزية أو الحرب ، ثم اتبعوا سياسة التسامح مع أصحاب الديانات الأخرى لكسب ثقتهم ، قبل اللجوء إلى الحرب ، وحرصوا على إظهار العدل معهم في قضايا التحاكم.
و. ثم كانت مخالفة منهج الله تعالى ، وظهور البدع والخرافات السبب الرئيسي في ضعف الدولة في طورها قبل الأخير.
ز. ثم كان طور الإنحطاط والسقوط ، والذي كان امتدادا طبيعيا لما قبله من الضعف الشديد للدولة ، فقوي التحالف الغربي لإسقاط الدولة ، وأصيب المسلمون بهزيمة نفسية كبيرة ، وأصبح تقليدا أوروبا والسير خلفها أمرا طبيعيا ، وظهرت بقوة فكرة القومية العربية لتساعد في تمزيق وحدة الدولة تمهيدا للقضاء عليها.
ح. ثم كان السقوط المروع للدولة العثمانية على أيدي جمعية الإتحاد والترقي المدعومة من الماسونية اليهودية والصليبية الحاقدة في ٢٩ أكتوبر ١٩٢٣ ، وذكر المؤلف عدة أسباب لذلك السقوط فكان منها: الإبتعاد عن شرع الله تعالى وهو السبب الرئيسي وموالاة الكافرين ، وغياب السنة وانتشار البدعة ، وانتشار الفرق الضالة ، وغياب القيادة الرشيدة ، والحروب الصليبية ، والامتيازات الأجنبية ، وعداء الماسونية الرهيب ، والتخلف العلمي ، والإختلاف والفرقة ، وغير ذلك من الأسباب.
لمحة عن تاريخ أهم الدول العربية المعاصرة :
أ. بدأها المؤلف بإعطاء لمحة عن تاريخ مصر الحديث والمعاصر ، فذكر الإحتلال الإنجليزي لمصر وما جرَ من ويلات على البلاد ، وتربية أجيال موالية له ، ترى بعينه ، وتسمع بأذنه ، فابتعدوا بالأمة المصرية عن أسباب عزها ومجدها وهو التمسك بالإسلام ، فتغيرت الثقافة ، والعادات والتقاليد ، وأصبح معيار التقدم هو متابعة الغرب النصراني ، ثم ذكر الثورة العرابية ، واهتمام كرومر بتربية جيل من المثقفين ثقافة أوروبية تقبل التعاون مع الغرب ، ويخلفه في حمل راية التفريغ _تفريغ الأمة من دينها_حتى يضمن قهر الإسلام ، ثم ذكر المؤلف مصطفى كامل ودوره الوطني ، وثورة سعد زغلول ١٩١٩ ، ثم معاهدة ٤٨ ، والتي مهدت لقيام ثورة ١٩٥٢ والتي لم ترفع شعارا دينيا واحدا ، وذكر عهد محمد نجيب وإجبار عبدالناصر له على التنحي ، ثم اعتقاله ، وصفا الجو لعبدالناصر الذي دخل في صراع صفري مع الإخوان المسلمين ، انتهى باعتقالهم ثم موت عبدالناصر ، وتولى بعده السادات الذي قام بطرد الخبراء السوفييت الذين شكلوا دولة داخل الدولة ، ثم حرب أكتوبر ، ومعاهدة كامب ديفيد والتي كانت من أسباب اغتيال السادات على أيدي المنحرفين فكريا ، ثم تولي حسني مبارك ١٩٨١ ، فوقعت في عهده أحداث الجماعة الإسلامية المنحرفة ، ثم قامت ثورة يناير ٢٠١١ والتي أسقطت حسني مبارك.
ب. ثم ذكر لمحة سريعة عن تاريخ شبه الجزيرة العربية مبتدءا بالسعودية والتي مرت بثلاثة اطوار:
الأول: قيام الدولة السعودية الأولى ١٧٢٤ : ١٨١٨ ، والتي أسسها محمد بن سعود بن مقرن ، والذي أيد الشيخ محمد بن عبدالوهاب في دعوته ، فيما يعرف باتفاق الدرعية ( ١١٥٧ هـ _ ١٧٤٤مـ) ، والذي كانت على إثره الدولة السعودية الأولى.
ثم قامت الدولة السعودية الثانية ١٨١٩ : ١٨٧٢ والتي أسسها الملك فيصل بن تركي
ثم قامت المملكة العربية السعودية ١٩٠٢ ، والتي أسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي ، والذي أقام الحكم في الدولة على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما عليه الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح والأئمة الأربعة ، وفي ١٩٣٢ صدر مرسوم ملكي بتوحيد المناطق التي تحت سيطرة الدولة تحت اسم "المملكة العربية السعودية" ثم تولي الملك سعود بن عبدالعزيز ، ثم فيصل ثم خالد ، ثم فهد ، ثم عبدالله ، ثم سلمان الحالي ، ومما تجدر الإشارة إليه أنه في عام ١٩٢٦ صدر مرسوم ينص على أن الدولة الحجازية ملكية شورية ، تكون الأحكام فيها دوما منطبقة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم ، والسلف الصالح رحمهم الله ، ثم بقيت وراثة العرش محصورة في أولاد عبدالعزيز فيتولى العرش الأخ بعد أخيه لا الولد بعد أبيه ؛ ثم ذكر المؤلف بلاد العراق وإيران ، وبلاد المغرب العربي ، وبلاد الشام ، وختمها بلمحة مختصرة عن تاريخ فلسطين ، وذكر في نهاية الكتاب : الطريق إلى إعادة فلسطين والقدس المحتل ، بل إعادة الأمة جمعاء إلي سابق عزها ومجدها ، والذي يتمثل في عدة خطوات ، منها : أن إعادة الأقصى بل الأمة جميعا يبدأ من إصلاح النفوس عقديا وعبوديا وسلوكيا وأخلاقيا ، ثم إيجاد الطائفة المؤمنة ، وتكوين القاعدة الصلبة التي تقوم عليها الدعوة ، ثم إصلاح المؤسسات ، والعمل على امتلاك العلوم الحديثة والتكنولوجيا المتطورة ، وإصلاح مناهج التعليم في الأمة كلها ، ومحاربة الثقافة الغربية التي غيرت أفكار المسلمين وقيمهم وعاداتهم ، مما نتج عنه تحلل خلقي ، واغتراب عن الهوية الإسلامية فبرزت عقدة الإنبهار بالغرب النصراني وفقدان الاستقلالية في الفكر الصحيح ، ومن ثم التبعية المطلقة ، والتسليم بإمامة الغرب في جميع المجالات وشتى المناحي ؛ ثم ختم الكتاب بنظرة تفاؤلية ، وجزم بعودة الأمة إلي مكان الريادة من جديد ، كما وعد رب العالمين في كتابه العزيز، في قوله جل وعلا :
"هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون" .
هذا والحمد لله رب العالمين
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.