(5 – 2) تابع: باب الرُّخْصَةِ في اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ.

(5 – 2) تابع: باب الرُّخْصَةِ في اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ.
الأحد ١٣ مارس ٢٠٢٢ - ١٤:٠٠ م
67

(5 – 2) تابع: باب الرُّخْصَةِ في اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ. 

كتبه / محمود الشرقاوي 

13 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ نَهَى نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِبَوْلٍ فَرَأَيْتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ بِعَامٍ يَسْتَقْبِلُهَا. [حكم الألباني: حسن] 

معاني المفردات: 

أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِبَوْلٍ: أي أثناء التبول. 

فَرَأَيْتُهُ: أي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

يُقْبَضَ: أي يموت صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فقه الحديث: يدلّ الحديث على: 

1- هذا فيه بيان أن جابر رضي الله عنه رأي النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل القبلة، وكان ذلك في آخر حياته صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بعام، واستدلّ به من قال بجواز الاستقبال والاستدبار عند قضاء الحاجة في الصحاري والبنيان وجعله ناسخا لحديث النهى

2- ولكن لا يفيد هذا النسخ لعدة أمور: 

أولاً: لأن النسخ لا يصار إليه إلا إذا لم يمكن الجمع بين الأحاديث. 

ثانياً: لا يعلم أكان النبي صلى الله عليه وسلم في فضاء أم بنيان أو كان لعذر من ضيق مكان ونحوه أم اختياراً منه صلى الله عليه وسلم فلو فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لعذر من ضيق مكان ونحوه فلا يصح أن نقول هذا الحديث ناسخا لحديث النهى. 

ثالثاً: الأحاديث الأخرى أقوي منه في الصحة والقاعدة أن الأحاديث الأقوى في الصحة مقدمة على الأقل منها في الصحة.

3- يمكن الجمع كما مر بجواز استقبال القبلة واستدبارها أثناء قضاء الحاجة في البنيان أما إذا كان في العراء والصحراء فلا يجوز وإن كان الأولي والأحوط عدم استقبال القبلة واستدبارها أثناء قضاء الحاجة عموما.

4- جواز نقل مثل هذه الأفعال عن النبي صلى الله عليه وسلم للاقتداء بها والعمل بها.

5- اهتمام الصحابة بنقل كل أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وحركاته لأن أقواله أفعاله وحركاته صلى الله عليه وسلم تشريع.

أكاديمية أسس للأبحاث والعلوم