3 - باب مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَ الْخَلاَءَ.

3 - باب مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَ الْخَلاَءَ.
الأربعاء ٠٥ يناير ٢٠٢٢ - ٠٩:٢٥ ص
74

3 - باب مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَ الْخَلاَءَ.

كتبه/ محمود الشرقاوي.

أي هذا باب يبين فيه الدعاء الذي يقوله الشخص إذا أراد دخول الخلاء.

4 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا دَخَلَ الْخَلاَءَ - قَالَ عَنْ حَمَّادٍ قَالَ « اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ ». وَقَالَ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ - قَالَ « أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ ». قال الألباني: صحيح.

5 - عَنْ أَنَسٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ « اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ ». وَقَالَ شُعْبَةُ وَقَالَ مَرَّةً « أَعُوذُ بِاللَّهِ ». وَقَالَ وُهَيْبٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ « فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ ». قال الألباني: شاذ.

معاني المفردات:

إذا دخل الخلاء: أي أراد دخوله لأنه بعد الدخول لا يقول ذلك

 الخبث: ذُكْور الشَّيَاطِينِ

الخبائث: إِنَاث الشَّيَاطِينِ

فقه الحديث: يدلّ الحديث على:

(1) استحباب الاستعاذة بالله تعالى عندما يريد الإنسان دخول الخلاء لقضاء الحاجة وهذا في الأمكنة المعدّة لذلك كدورات المياه أما في غيرها كالصحراء والأرض الفضاء فيقول الدعاء قبل تشمير الثياب.

(2) الخلاء موضع لا يُذكر الله تعالى فيه لذلك يسكنه الشياطين وفائدة ذكر الله أنه حافظ للإنسان من وساوس الشيطان وضرره لذلك يستحب ذكر الله تعالي قبل دخول الخلاء فيقدّم الاستعاذة بالله قبل دخوله ليحصن نفسه من الشياطين لأن الشياطين تحب أن تتسلط على بني آدم وتؤذيهم وتضرهم فذكر الله والاستعاذة بالله من الشيطان حصن يتحصن به الإنسان من الشيطان.

(3) من نسى الاستعاذة بالله من الشياطين قبل دخول الخلاء وتذَكَّر أثناء قضاء الحاجة فإنه يستعيذ بقلبه لا بلسانه عند جمهور أهل العلم.

(4) ينبغي بل يجب علي المسلم معرفة الأماكن التي تتواجد فيها الشياطين وكذلك أوقات أنتشارهم حتى يستعيذ بالله من شرهم وكذلك اللحظات التي يشعر فيها الإنسان أن الشيطان مسيطر عليه كلحظات الغضب أو لحظات التي يشعر فيها أن الشيطان يوسوس له بمعصية فيستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قال تعالي (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِوَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ).

فمن الأماكن التي ينتشر فيها الشيطان مثل السوق قال صلى الله عليه وسلم موصياً سلمان رضي الله عنه ((لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته)) رواه مسلم (2451) فيقول الذكر الوارد في دعاء دخول السوق فيكون حافظا له من الشيطان بإذن الله.

فمن الأوقات التي ينتشر فيها الشيطان مثل أول الليل لما جاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ) رواه البخاري (3280) ومسلم (2012).

 قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (جُنْحُ الليل) هو بضم الجيم وبكسرها، والمعنى: إقباله بعد غروب الشمس، يقال: جنح الليل: أقبل.

قوله: (فخلوهم) قال ابن الجوزي: إنما خيف على الصبيان في تلك الساعة، لأن النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة معهم غالبا، والذكر الذي يحرز منهم مفقود من الصبيان غالبا، والشياطين عند انتشارهم يتعلقون بما يمكنهم التعلق به، فلذلك خيف على الصبيان في ذلك الوقت.

والحكمة في انتشارهم حينئذ أن حركتهم في الليل أمكن منها لهم في النهار؛ لأن الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيره، وكذلك كل سواد "انتهى." فتح الباري "(6/341).

 وكذلك من الأوقات وقت الجماع قول هذا الذكر الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم:" أما إن أحدكم إذا أتى أهله وقال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فرزقا ولدا لم يضره الشيطان ""فهو سبب من الأسباب التي يحمى المولود فيه من الشيطان، وهذا الضرر المذكور في الحديث لم يبينه النبي صلى الله عليه وسلم فيشمل كلا من الضرر الديني والضرر البدني.

فيكون سبب سلامة المولود من ضرر الشيطان، وكذلك وقت دخول البيت وعند الطعام.

(5) سؤال لماذا يستعيذ النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان وهو معصوم من شياطين الجن والإنس؟

 الجواب: أولاً: إظهار العبودية لله فإن الاستعاذة بالله من الشيطان عبادة قال الله تعالي (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).

ثانيا: تعليم للأمة أنهم يستعيذوا بالله من الشيطان.

(6)ورد أيضا التسمية من ضمن الأذكار التي تقال قبل دخول الخلاء فعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الْخَلَاءَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ» قال الشيخ الألباني: (في صحيح الجامع: صحيح). 

أكاديمية أسس للأبحاث والعلوم