قراءة في كتاب: حقيقه السنة والبدعة = الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع.

قراءة في كتاب: حقيقه السنة والبدعة = الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع.
السبت ٠٣ يونيو ٢٠٢٣ - ١٢:٠٠ م
349

حقيقه السنة والبدعة = الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع.

المؤلف: هو عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)

أهمية الكتاب: لا شك أن الكتاب له أهمية عظيمة، لانتشار كثير من البدع التي نبها عليها المؤلف رحمه الله، وخاصة في هذه الأونة التي يحاول البعض ممن ينتسب للعلم، وله مكانة عند الناس بسلطته الدينية أو الوظيفية، يحاول بها إحياء كثير من البدع التي قد ماتت، ويأتي بأدلة من أقوال بعض أهل العلم من متأخري المذاهب الأربعة، ويعرض عن قول وهدي المعصوم صلي الله عليه وسلم، ويترك أقوال الصحابة والسلف الصالح الأقرب لفهم كلام ربنا وسنة نبينا صلي الله عليه وسلم، وكذلك يترك أقوال أصحاب المذاهب نفسها، الموافقة لهدي النبي صلي الله عليه وسلم.

ولما كان الإمام السيوطي رحمه الله له المكانة المعروفة المشهورة، وقد أفاد وأجاد رحمه الله في هذا الكتاب، فأردنا أن نقدم الكتاب لكل مسلم وقارئ وعالم ومعلم ومتعلم، لوقف تيار البدع المتمثل في بعض الطرق الصوفية، ومن باب (مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )، واوصي كل غيور علي دينه وسنة نبيه 3صلي الله عليه وسلم أن ينشر هذا الكتاب سواءً بالطباعة أويًشرح في الدروس العامة في المساجد.  

نبذة عن الكتاب:

*بدأ الكتاب بذكر الآيات والأحاديث التي تأمر بالاتباع وتنهى عن الابتداع: منها قوله تعالى: (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) وقوله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، وقوله صلي الله عليه وسلم: "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"

*ثم ذكر فصل في الأمر بلزوم السنة والجماعة والنهي عن الفرقة واستدل بآيات وأحاديث منها: 

قول الله تعالى: (وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ العِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ)، وقوله صلي الله عليه وسلم: " من أراد منكم بَحبوحَة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد ". رواه الترمذي وصححه.

*ثم ذكر فصل فيما جاء عن السلف في الأمر بالاتباع:

كقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة. 

وقول أبي بن كعب وابن عباس رضي الله عنهم،  وأبي العالية والأوزاعي وابن شوذب وابن أسباط ومعتمر بن سليمان

وقول سفيان الثوري: استوصوا بأهل السنة خيراً، فإنهم غرباء.

وقول أبي بكر بن عياش: السنة في الإسلام أعز من الإسلام في سائر الأديان.

وقول الإمام الشافعي رضي الله عنه: إذا رأيت رجلاً من أصحاب الحديث، فكأني رأيت رجلاً من أصحاب رسول الله.

*ثم ذكر فصل في ذم البدع والأهواء واستدل بآيات وأحاديث منها: 

قوله صلي الله عليه وسلم: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " متفق عليه.

*ثم ذكر آثار عن السلف في ذم البدع والأهواء:

منها قول عبد الله بن مسعود:أيها الناس إنكم ستُحدثون ويُحدث لكم، فإذا رأيتم مُحَدَثَةً فعليكم بالأمر الأول.

وذكر آثار عن معاذ بن جبل وأبي بكر رضي الله عنه وعمر وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.

*ثم ذكر آثار عن السلف في أن أعمال صاحب البدعة لا تقبل حتى يدعها، وأن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية:

منها قول الحسن: لا يقبل الله لصاحب البدعة صوماً، ولا صلاة ولا حجاً، ولا عمرة، حتى يدعها.

وقول سفيان الثوري رحمه الله: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، المعصية يُتاب منها، والبدعة لا يُتابُ منها.

ومثلها عن الليث بن سعد ومالك بن أنس والإمام الشافعي 

*ثم ذكر كلمات جوامع لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: لا تشرك بالله شيئاً، وزل مع القرآن حيث زال، ومن جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيداً بغيضاً، ومن جاءك بالباطل فرده عليه وإن كان قريباً حبيباً.

*ثم ذكر فصل في تمييز البدعة من السنة وعَرَّف السنة والبدعة قائلاً:

السنة في اللغة الطريق، ولا ريب في أن أهل النقل والأثر، المتبعين آثار رسول الله صلي الله عليه وسلم وآثار الصحابة، هم أهل السنة؛ لأنهم على تلك الطريق التي لم يحدث فيها حادث.

والبدعة عبارة عن فعلة تصادم الشريعة بالمخالفة، أو توجب التعاطي عليها بزيادة أو نقصان. وقد كان جمهور السلف يكرهون ذلك، وينفرون من كل مبتدع.

*ثم ذكر أنه يوجد محدثات وبدع لا تصادم الشريعة كجمع عمر رضي الله عنه، الناس في رمضان وكانوا يصلون وحداناً،

فلما خرج فرآهم قال: نعمت البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من هذه - يعني صلاة آخر الليل.

*ثم ذكر أنواع البدع والحوادث تنقسم إلى: بدعة مستحسنة، وإلى بدع مستقبحة:

قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: البدعة بدعتان: بدعة محمودة، وبدعة مذمومة، فما وافق السنة فهو محمود، وما خالف السنة فهو مذموم. واحتج بقول عمر رضي الله عنه: نعمت البدعة هذه.

*ثم ذكر جملة مما يُعد من البدع الحسنة: كالتصانيف في العلوم النافعة الشرعية على اختلاف فنونها، وتعيين قواعدها.

*ثم ذكر وصف البدعة المستقبحة: وهي ما كان مخالفاً للشريعة أو ملتزماً لمخالفتها.

*ثم ذكر أقسام البدع المستقبحة أنها تنقسم إلى قسمين: أحدهما: في العقائد المؤدية إلى الضلال والخسران. 

القسم الثاني: في الأفعال من البدع المستقبحة: وهو المراد من هذا الباب، وينقسم قسمين: قسم تعرف العامة والخاصة أنه بدعة محدثة، إما محرمة، وإما مكروهة.

وقسم يظنه معظمهم عبادات، وقربان، وطاعات وسنناً ومن ذلك:

الخلوة بالنساء الأجنبيات ومصاحبتهن من البدع التي يمكن أن تؤدي إلى الهلاك، ومن ذلك أيضاً ما أُحدث من السماع والرقص والوجد. وفاعل ذلك ساقط المروءة، مردود الشهادة، عاصٍ لله ولرسوله. وذكر الأدلة علي تحريم ذلك وأقوال للسلف في ذلك.

*ثم قال فصل تعظيم الأماكن التي لا تستحق التعظيم:

قال ومن البدع أيضاً: ما قد عم الابتلاء به تزيين الشيطان للعامة تخليق الحيطان وبالزعفران المجبول بماء الورد، وإسراج مواضع مخصوصة في كل بلد بما ليس عليهم، فيفعلون ذلك، ويظنون أنهم متقربون بذلك؛ ثم يتجاوزون في ذلك إلى تعظيم تلك الأماكن في قلوبهم؛ فيعظمونها، ويرجون الشفاء، وقضاء الحوائج بالنذر لها، وتلك الأماكن من بين عيون وشجر وحائط وطاقة وعامود وما أشبه ذلك بذات أنواط الواردة في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه، عن أبي واقد الليثي، ولم تستحب الشريعة ذلك، فهو من المنكرات، وبعضه أشد من بعض. وسواء قصدها ليصلي عندها، أو ليدعوا أو ليقرأ، أو ليذكر الله، أو ليذبح عندها ذبيحة، أو يخصها بنوع من العبادات.

*ثم ذكر بدع النذور:

*ثم قال وأقبح من ذلك أن ينذر لتلك البقعة دهناً لتنويرها أو شمعاً، ويقول: إنها تقبل النذر، كما يقول بعض الضالين، أو ينذر ذلك لقبر، أي قبر كان، فإن هذا نذر معصية باتفاق العلماء، لا يجوز الوفاء به، بل عليه كفارة يمين عند كثير من العلماء، منهم أحمد وغيره. 

قبور وهمية فذكر بعض القبور الوهمية وقال:

واجزل ثواب من أعان على هدمه اتباعاً لسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم في هدم مسجد الضرار المرصد لأعدائه من الكفار. فلم ينظر الشرع إلى كونه مسجداً، وهدمه لما قصد به من السوء والضرار.

قال رحمه الله: دفع شبهة:  وأما إجابة الدعاء هناك فقد يكون سببه اضطرار الداعي، وقد يكون سببه مجرد رحمة الله له، وقد كان الكفار يدعون، فيستجاب لهم، فيُسقون ويُنصرون ويُعافون مع دعائهم عند أوثانهم وتوسلهم بها.

*ثم قال النهي عن الصلاة في القبور واتخاذها عيداً: 

وذكر عدة أدلة علي ذلك منها: قول رسول الله صلي الله عليه وسلم : " لا تتخذوا بيتي عيداً، ولا بيوتكم قبوراً، وصلوا عليّ حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني ".

*ثم ذكر آداب زيارة القبور:

ثم قال وما سوى ذلك من المحدثات، كالصلاة عندها، واتخاذها مساجد، وبناء المساجد عليها؛ فقد تواترت النصوص عن النبي صلي الله عليه وسلم بالنهي عن ذلك، والتغليظ على فاعله.

*ثم ذكر النهي عن بناء المساجد على القبور:

فقد لُعن فاعله، كما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم: " لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ". 

*ثم ذكر حكم المساجد المبنية على القبور:

وذكر في الباب أحاديث كثيرة وآثار، ثم قال: فهذه المساجد المبنية على القبور يتعين إزالتها، هذا مما لا خلاف فيه بين العلماء المعروفين، وتكره الصلاة فيها من غير خلاف، ولا تصح عن الإمام أحمد في ظاهر مذهبه، لأجل النهي واللعن

الوارد في ذلك.

*ثم ذكر بدع أخرى تتعلق بالقبوروأصل عبادة الأوثان وما حدث في قوم نوح وتفسير معني اللات.

*ثم قال فأما إن قصد الإنسان الصلاة عندها، أو الدعاء لنفسه في مهماته وحوائجه متبركاً بها راجياً للإجابة عندها، فهذا عين المحادّة لله ولرسوله، والمخالفة لدينه وشرعه، وابتداع دين لم يأذن به الله ولا رسوله ولا أئمة المسلمين المتبعين آثاره وسننه، وذكر استسقاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالعباس عم النبي صلي الله عليه وسلم ولم يستسقوا عند قبر النبي صلي الله عليه وسلم.

*ثم ذكر فصل في بدع الأعياد والمواسم والنهي عن مشاركة أهل الكتاب في أعيادهم ومواسمهم الملعونة، كما يفعل كثير من جهلة المسلمين في مشاركة النصارى وموافقتهم فيما يفعلونه في خميس البيض الذي هو أكبر أعياد النصارى

النهي عن الاحتفال بما يسمى بليلة رأس السنة الميلادية.

*ثم قال ومما يفعله كثير من الناس في فصل الشتاء، ويزعمون أنه ميلاد عيسى عليه السلام، فجميع ما يصنع أيضاً في هذه الليالي من المنكرات،

*ثم ذكر النهي عن التشبه بالكافرين بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم: " ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا النصارى ". وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " خالفوا المشركين، احفوا الشوارب، وأعفوا اللحى " فأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بمخالفة المشركين مطلقاً.

*وذكر قول الله تعالي (والذين لا يشهدون الزور) قال مجاهد والضحاك والربيع بن أنس: هو أعياد المشركين.

*ثم ذكر عدم الاغترار بكثرة الضالين واتباع أهل الحق ولو كانوا قلة ولا ينظر الرجل إلى كثرة الجاهلين الواقعين في مشابهة الكافرين والعلماء والغافلين وموافقتهم، فقد قال السيد الجليل الفضيل بن عياض رضي الله عنه: عليك بطريق الهدى وإن قل السالكون واجتنب طريق الردّى وإن كثر الهالكون.

*ثم ذكر القسم الثاني ما يظنه الناس طاعة وقربة وهو بخلاف ذلك:

وذكر منها: الصلاة في الأوقات المكروهة صوم الأيام المكروهة، ثم قال الرد على من فعل هذا:

فهؤلاء وأمثالهم متقربون إلى الله بما لم يشرعه الله، بل نهى عنه. وإذا قيل لهؤلاء: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ* أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ)، وأن النبي صلي الله عليه وسلم نهى عن صوم خمسة أيام في السنة: يوم الفطر، ويوم النحر، وثلاثة أيام التشريق.

*ثم ذكر صلاة الرغائب: قال: ومن هذا القسم أمور اشتهرت في معظم بلاد الإسلام، وعظم وقعها عند العوام، ووضعت فيها أحاديث كذب على رسول الله. 

*وذكرحكم صوم رجب وبيان بدع ليلة النصف من شعبان وبدع يوم عاشوراء وما يفعله بعض أهل الأهواء في يوم عاشوراء من والحزن والتفجع، وإنما كانت هذه مصيبة وقعت في الزمن الأول بقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما.

يجب أن تتلقى بما تتلقى به المصائب، من الاسترجاع المشروع، والصبر الجميل، دون الجزع والتفجع وتعذيب النفوس، الذي أحدثه أهل البدع في هذا اليوم، وضموا إلى ذلك من الكذب والوقيعة في الصحابة البُرآء أموراً أخرى مما يكرهه الله ورسوله.

*ثم ذكر بدع الكلام والمشي من ترك العجلة المفرطة، وترك التكاسل والتثبيط والتماوت، وتكلف التخشع والتباكي وطأطأة الرأس ليرى بعين الزهد. 

*ثم ذكر بدع التبتل والانصراف عن الدنيا وبدعة ترك الزواج، وذكر حكم الزواج والترغيب فيه وذكر أدلة علي فضل الزواج وعدة آثار عن السلف في ذلك.

*ورد علي من يقول: الذي يريد الولد أحمق، فلا نال الدنيا ولا الآخرة، إن أراد أن يأكل أو ينام أو يجامع نغص عليه، وإذا أراد أن يتعبد شغله أيضاً، إن ذلك غلط عظيم. 

*ثم ذكر فصل في الاشتغال بنوافل العبادات وترك التعلم وقال: أن هذا خطأ يدخل على العبد منه آفات كثيرة مخالفة للشريعة، وقد قال تعالى لنبيه صلي الله عليه وسلم: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً).

*ثم ذكر جملة من الأحاديث وعدة آثار عن السلف في ذلك في فضل العالم على العابد.

*ثم ذكر فصل مهم جداً وهو: التمييز بين الحقيقة والشريعة فقال:

ومنهم من فرق بين الحقيقة والشريعة، وأعرضوا عن ظواهر الشرع، وهذا غلط؛ لأن الشريعة كلها حقائق.

*ثم ذكر عدة أقوال عن السلف تبين ذلك منها: قول أبي سعيد الخراز: كل باطن يخالف ظاهراً فهو باطل.

وقول أبي بكر الدقاق: كل حقيقة لا تتبعها الشريعة فهي كفر.

*ثم ذكر فصل في تعذيب النفس وترك المباحات وأنه من الشيطان

*ثم ذكر أن من البدع أيضاً التكبر والاستعلاء واحتقار الناس، لحفظ ناموسه ورئاسته؛ فتراه يجب أن يُزار ولا يزور،

فيترك عيادة المرضى، وشهود الجنائز، وهذا خلاف هدي كان رسول الله صلي الله عليه وسلم فقد كان يمزح، ويلاعب الأطفال، ويتحدث مع أزواجه، وسابق مرة عائشة رضي الله عنها.

*ثم ذكر أن من البدع أيضاً الإعجاب بالعمل، ولبس المرقعات ادعاءً للزهد، ولباس الشهرة: وذكر الأدلة من السنة وأقوال السلف في النهي عن ذلك.

*ثم ذكر فصل وجوب اتباع العلماء فقال: فاعرف يا أخي مرتبة العلماء في الاتباع وحفظ الشريعة، فهم ورثة الأنبياء، فالعلماء أدلة الطريق، والخلق وراءهم.

واعلم أن المقصود من سماع العلم، هو العمل. 

فعليك يا أخي بالاتباع لسلفك الصالح، واجتنب المبتدعات المنكرات، تكن عبداً صالحاً. واسأل ربك التوفيق، والسداد، وسلوك المنهاج الرابح؛ فإن من رزق ذلك كان متجره متجراً رابحاً رزقنا الله ذلك بمنه وكرمه؛ إنه أرحم الراحمين.

*ثم ذكر فصل في ألوان من البدع متفرقات منها:

بدع رفع الصوت في الصلاة على النبي فقال: وتكلفهم رفع الصوت في الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم ، وذلك جهل، فإن الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم إنما هو دعاء له، والأدعية جميعها السنة فيها الإسرار دون الجهر، وحيث يسن الجهر فهو لمصلحة كدعاء القنوت.

*قال ومن بدع الجنائز: قراءة القرآن معها بالألحان، وعدم التفكر فيما هم صائرون إليه، بل يتكلمون باللغو، وحديث الدنيا، الاجتماع في المآتم.

*قال ومن بدع التحية قولهم: كيف أصبحت؟ وكيف أمسيت؟ قبل السلام وإنما السنة السلام أولاً. وبدعة الانحناء

وهو أمر منهي عنه، وذكر أحاديث في فضل السلام. 

*قال ومن البدع استطلاع الغيب واستعلام حوادث الأمور من المنجمين، وقد ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: " من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ".

*ذكر بدع دخول المنازل - والسؤال عما لا يغنيه - وإظهار الإشارة في المواجيد - والتلحين في القراءة والأذان - والصياح عند سماع القرآن - والموسيقى والغناء وما شابههما من اللهو - والحذف بالبندق - ومضغ العلك - والقمار والطاولة والشطرنج - وستر الحيطان بالحرير - وكشف العورات -  والوسوسة في الوضوء - والوسوسة في نية الصلاة - والتساهل في المكاسب - وأتباع هوى النفس - ودخول الحمام بغير مئزر - وزخرفة المساجد - وشغل طرقات الناس - وحب المدح وطلب الحمد. وذكر أدلة من السنة وأقوال للسلف في النهي عن ذلك.

*ثم ختم الكتاب بفصل تعريف السلف للسنة ووصيتهم بلزومها:

*فذكر وصية سفيان الثوري.         *وذكر وصية الإمام الشافعي.

وكلا الوصيتين تشتمل علي مهمات الشريعة من العقائد وما يجب الإيمان به والتذكير بالآخرة وكيفية السير إلي الله  والتنبيه علي جملة من واجبات الشريعة، فكانت خاتمة حسنة زادت الكتاب حسناً.

نسأل الله لنا جميعاً حسن الخاتمة.

أكاديمية أسس للأبحاث والعلوم

الكلمات الدلالية