الكواشف الجلية لحقيقة خروج السلفية الجهادية من رحم السلفية

الكواشف الجلية لحقيقة خروج السلفية الجهادية من رحم السلفية
السبت ٢٦ فبراير ٢٠٢٢ - ٢٠:٢٨ م
57

الكواشف الجلية .. لحقيقة خروج (السلفية الجهادية) .. من رحم السلفية

كتبه / وائل سرحان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ،، صلى الله عليه وسلم .. أما بعد ..

فلم تخرج ما يسمى بـ "السلفية الجهادية" من رحم السلفية أو المنهج السلفي كما يتصور البعض ، بل خرجت اعتراضًا على "السلفية التقليدية" ، أو في مواجهة "السلفية العلمية" في زعمهم  ، فلم تنتسب لمنهج السلف ولم تنشأ عليه .

فقد تصورت "السلفية الجهادية" أن "السلفية التقليدية" اهتمت بـ"التوحيد القديم" ونجحت في نشره وتثبيته ، بينما فشلت في نشر "توحيد الحاكمية" وتثبيته .

فلو أردنا إذن - نسبة صحيحة لما يسمى بـ"السلفية الجهادية" ، فهي مزيج من فكر سيد قطب والجماعات المسلحة التي تبنت منهج العنف أو المسماة بالجهادية ، أو هي أثر للاختراق الإخواني القطبي للبيئة العلمية والدينية لدولة سلفية .

فهي أثر من آثار الفهم الإخواني الخاطئ (أو التحفز الإخواني) ضد السلفية والعلم ، الذي انتقل إلى الفهم القطبي فتشربه ثم السروري فتمثله ، لكن بلغة علمية ونكهة سلفية ، نتيجة للتطور القطبي بتلك الدولة ذات الخلفية السلفية ، والذي أنتج في النهاية - السرورية .

أو هي نتيجة اختيار سياسي لدعم الجهاد الأفغاني وأمثاله - لبعض الدول - له خلفية دينية ، لم يكن منتبهًا ولا واعيًا لطبيعة فكر الحركات الإسلامية المعاصرة ، ولم يهتم بالفروق السلفية المنهجية بين هذه الحركات .

فنسبة "السلفية الجهادية" إلى السلفية كمنهج أو كحركة معاصرة خطأ ظاهر ، إلَّا إذا قصدنا السلفية بمفهومها العام وهي الإسلام ، وإلا إذا اعتبرنا الحركات الإسلامية المعاصرة جميعها سلفية ، بالمعنى العام أيضًا وهي تمني عودة المجتمعات إلى الصورة الإسلامية الناصعة للمسلمين الأوائل .

أما (لغة) "السلفية الجهادية" و(تراثها الفقهي) ، فهو أمر مشترك بين جميع التيارات الإسلامية المعاصرة ، بل هي لغة الجهات الإسلامية العلمية كالأزهر مثلًا والجامعات والكليات العلمية والأكاديمية المناظرة .

= وإذا أردنا معرفة الفرق بين "السلفية" كمنهج وحركة ، وبين "السلفية الجهادية" كفكر وحركة ، فلنقارن بينها وبين السلفية المنهجية والحركية كما في مصر - قبل ظهور الإخوان وسيد قطب ومن نهج نهجهم وتأثر بهم ، فلن تجد للسلفية الجهادية روافد بها ، لا من حيث الفكر ولا طريقة التنظير ، ولا من حيث الأشخاص ، بعكس السلفية العامة أو الدول السلفية التي وقعت تحت الاختراق الإخواني  والقطبي .. مستغلة سماحة هذه الدول وتعاطفها مع العمل الإسلامي . [راجع مقال :  "من تاريخ الصراع بين السلفية والإخوانية في بعض البلاد العربية" ].

= ثم انظر إلى مؤسسي"السلفية الجهادية" كأشخاص ومنظريها -كأبي محمد المقدسي وغيره - وتبيَّنْ خلفيتهم الفكرية والمنهجية ، وانظر إلى طريقة تنظيرهم .. تعلم الفرق .

= ثم المح كذلك إلى نظرتهم للدولة (من حيث كونها دولة) وكيفية تعاملهم معها ، وقارن ما بينها وبين نظرة "سلفية ما قبل الإخوان" – ومثالها الواضح في مصر - للدولة وكيفية تعاملهم معها .. يظهر لك أحد أهم الفروق .

فهذه لم تتصادم مع الدولة وحاولت الإصلاح من خلالها مع وضوح قضايا المنهج ، وتلك عادتْها وتحفزت ضدها ، بل عملت على هدمها لبناء دولة جديدة ، مع عدم وضوح رؤيتهم ولا مشروعهم لذلك البناء الجديد .

= وقارن كذلك بين لغتها الحماسية العاطفية ، وعدم وجود مشروع شمولي واضح أو حلول واضحة ، وبين اللغة والنظرة الحماسية والعاطفية للقطبية وأخواتها ، مع عدم طرح مشروع واضح بديلًا عن (الجاهلية المعاصرة) حسب تعبيرهم .

وهذان الأخيران قد ظهَرَا في "قصة عام من حكم الإخوان"!!

هذه : إشارات عابرات وتلميحات .. ورءوس أقلام وتنبيهات .. لبحثٍ موسع وتفصيلات .. لها مواضع آخريات ..  إن شاء رب البريات ..    والحمد لله رب العالمين .


 


أكاديمية أسس للأبحاث والعلوم