من تراث الدعوة السلفية
الجهاد...وضوابطه الشرعية (*)
كتبه/ وائل سرحان
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
قال الإمام الشافعي رحمة الله : " المذاهب لا تموت بموت أصحابها "
وهذه عبارة موفقة من الإمام يؤكدها مرّ الغداة وكرّ العشيّ ,فالفهم الخاطئ لمفهوم الجهاد و تطبيقه لن ينتهى بزوال مجموعة بعينها فى زمن من الأزمان ، فإنه يخرج بين الحين والآخر من أبناء الصحوة الإسلامية - أو من غير أبنائها مستغلا منهم حماسة ً غير منضبطة أو عاطفة غير مضبوطة - من يعمل أعمالاً غير مسئولة ظنًّا منه أنه يجاهد في سبيل الله ، أو ينسبه الناس إلى الجهاد في سبيل الله ، وهذه الأعمال تجعل لأعداء الإسلام سبيلا على المؤمنين دون فائدة تذكر لأهل الإسلام .
وكذلك تخرج فئام متربصة تتخذ ذلك سبيلا لتجريم كل الصور المشروعة للجهاد في سبيل الله، أو تحاول قتل روح الجهاد في هذه الأمة ووأد هذه الفريضة التي هي ذروة سنام الإسلام .
أو يأتي – أيضا – بعض من ينتسب لهذه الصحوة المباركة فيجتهد أن يصد عن الإسلام تهمة الإرهاب التي يستغل الحاقدون مثل هذه الأعمال ليصفوه بها ، فيحاول ( تجميلَ صورةِ الإسلام ) فتزل به القدم ؛ فيداهن في مسألة أو مسائل حتى لا يوصم الإسلام بالعنف أو التطرف والإرهاب ، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم .
وقد كان لعلماء " الدعوة السلفية " بالإسكندرية إسهاماتهم في هذا الموضوع منذ عشرات السنين، ما بين أبحاث وكتب مقروءة ، أو محاضرات ودروس مسموعة ؛ بينوا فيها السبيل الصحيح والطريق المستقيم في هذه القضية ، وقعدوا لهذه المسألة قواعدها ، مستنيرين بهدي سلف الأمة رضوان الله عليه.
وها هو بعض هذا التراث أو ذلك الإسهام بين يديك أيها الأخ الكريم لتبصر الحق وتكون على بصيرة من أمرك ؛ لتعلم الحق وتحيا به .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...
(*) كتب هذا المقال كمقدمة لملف (الجهاد وضوابطه الشرعية) على موقع (أنا السلفي).