1- الطهارة

1 - الطهارة

جرت عادة المحدثين والفقهاء عندما يكتبون في الأحكام أنهم يقدمون كتاب الصلاة، ثم الزكاة، ثم الصيام، ثم الحج، ويجعلون بين يدي الصلاة كتاب الطهارة؛ لأن الطهارة شرط في صحة الصلاة، فلزم أن تكون متقدمة عليها؛ فيجعلون الطهارة قبل الصلاة؛ لأنه لا صلاة إلا بطهارة، والطهارة تحتاج إلي دخول الخلاء فبدأ المصنف رحمه الله بآداب دخول الخلاء

تعريف الطهارة

لغة: النظافة

وشرعا: رفع الحدث وزوال خبث بمطهر

رفع حدث: أي الوضوء من الحدث الأصغر والغسل من الحدث الاكبر

والحدث الأصغر يعني نقض الوضوء بسبب من أسباب نواقض الوضوء كخروج البول مثلاً

والحدث الأكبر يحتاج الإنسان بعده للغسل والحدث الأكبر له أسباب منها خروج المني أو الجماع

 أما زوال خبث: أي إزالة النجاسة كالبول أو الغائط من البدن أو الثوب أو مكان الصلاة

1 - باب التَّخَلِّي عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ.

التخلي :  أي البعد عن الناس عند قضاء حاجة الإنسان من بول وغائط

1 -  عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا ذَهَبَ الْمَذْهَبَ أَبْعَدَ.

قال الألباني: حسن صحيح.

2 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا أَرَادَ الْبَرَازَ انْطَلَقَ حَتَّى لاَ يَرَاهُ أَحَدٌ.

[قال الألباني: صحيح]

معاني المفردات:

1-(المَذهبَ )أي محل قضاء الحاجة

2- (أبعد) يعنى أكثر المشي حتى يبعد ويختفي عن أعين الناس

3- (البَراز) أي الفضاء الواسع الخالي من الشجر وهو كناية عن قضاء الحاجة

فقه الحديث: يدلّ الحديث على:

1-    البعد عن الناس عند قضاء الحاجة حتى لا يري أحداً عورته لأن ستر العورة واجب ويدخل في معني الاستتار الدخول في دورة المياه   وغلق الباب أثناء قضاء الحاجة

2-  وفي طلب البعد عن الناس عند قضاء الحاجة من بول أو غائط إذا كان في براح من الأرض حفظا لكرامة الإنسان وبعداً للأذى عن الناس

3-  وأيضاً في طلب البعد عن الناس عند قضاء الحاجة من بول أو غائط راحة لقاضى الحاجة لأنه مع قربه من الناس يمنعه الحياء من إخراج الريح ونحوه ولا يتمكن قضاء الحاجة بشكل كامل وإفراغ الفضلات من جسده مما يؤدي لأضرار طبية.

4- ودلّ أيضا على طلب إخفاء عموما إذا أراد أن يفعل ما لا يليق كإخراج مخاط من أنفه أو تفل لأن ذلك فيه إبعاد الأذى عن الناس

5-  ودلّ أيضاً علي مكارم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وحيائه 

6- وأن النبي صلى الله عليه وسلم بُعث مبيناً لعظائم الأمور من الشريعة وغيرها من الآداب كما في هذا الحديث يعلمنا صلى الله عليه وسلم أدب من أداب دخول الخلاء.