من روائع السلف.. الاستعداد للصلاة قبل دخول وقتها، وإدراك تكبيرة الإحرام.

من روائع السلف.. الاستعداد للصلاة قبل دخول وقتها، وإدراك تكبيرة الإحرام.
الأحد ١٣ نوفمبر ٢٠٢٢ - ١٠:٥٥ ص
814

من روائع السلف.. الاستعداد للصلاة قبل دخول وقتها، وإدراك تكبيرة الإحرام.

جمعه/ محمود الشرقاوي

قال تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَالآَصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [النور:36-38].

قال ابن بطال رحمه الله تعالى في تفسيرها: "كانوا حدادين وخرازين، فكان أحدهم إذا رفع المطرقة، أو غرز الإشفى -وهو ما يخرز به- فسمع الأذان لم يخرج الإشفى من الغرزة، ولم يوقع المطرقة، ورمى بها، وقام إلى الصلاة".

ورأى ابن مسعود رضي الله عنه قوما من أهل السوق حيث نودي للصلاة المكتوبة تركوا بياعاتهم ونهضوا إلى الصلاة فقال: هؤلاء من الذين ذكر الله في كتابه (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله) [النور:37] 

وقال مطر الوراق: "كانوا يبيعون ويشترون ولكن كان أحدهم إذا سمع النداء وميزانه في يده خفضه وأقبل إلى الصلاة".

عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} قال: التكبيرة الأولى. ((أخرج ابن المنذر كما في الدر المنثور في التفسير بالمأثور))

 قال سعيد بن جبير: إنها التكبيرة الأولى. (نقله الرازي رحمه الله في تفسيره)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه) [رواه البخاري] والتهجير: التبكير إلى الصلاة

عَنْ أُمِّ فَرْوَةَ ـ وَكَانَتْ قَدْ بَايَعَتْ رَسُولَ اللهِ ـ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَنْ أَفْضَلِ الْأْعْمَالِ؟ فَقَالَ: " الصَّلَاةُ لِأَوَّلِ وَقْتِهَا " (مسند أحمد: صحيح لغيره)

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، أَنَّ أَعْمَى، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْمَعُ النِّدَاءَ وَلَعَلِّي لَا أَجِدُ قَائِدًا، قَالَ: «إِذَا سَمِعْتَ النِّدَاءَ فَأَجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» (الصحيحة 1354.)

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كُتِبَ لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ" «سنن الترمذي، الألباني: حسن»

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَوَضَّأَ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى يُصَلِّيَ الْفَجْرَ كُتِبَتْ صَلَاتُهُ يَوْمَئِذٍ فِي صَلَاةِ الْأَبْرَارِ، وَكُتِبَ فِي وَفْدِ الرَّحْمَنِ» (قال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (416) الطبعة الثانية: حسن ثم تراجع عن ذلك فقال في ضعيف الترغيب والترهيب (228) طبعة المعارف: ضعيف، انظر تراجعات الألباني)

عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا وَصُدُورَنَا وَيَقُولُ: «لَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْمُقَدَّمَةِ». («صحيح أبي داود للألباني» (670))

قَالَ الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ ثَلَاثًا، وَعَلَى الثَّانِي وَاحِدَةً " (مسند أحمد قال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم) 

وصلاة النبي لهم، أي دعائه لهم بالرحمة.

عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَغَسَّلَ ثُمَّ ابْتَكَرَ، وَغَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ، ثُمَّ جَلَسَ قَرِيبًا مِنَ الْإِمَامِ حَتَّى يُنْصِتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا عَمَلُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا "(مسند أحمد قال الألباني: صحيح)

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ عَنِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ» (سنن أبي داود قال الألباني: صحيح)

قال بن مسعود رضي الله عنه: عليكم بحد الصلاة: التكبيرة الأولى. (مصنف ابن أبي شيبة)

وعن مجاهد قال: سمعت رجلا، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا أعلمه إلا من شهد بدرا، قال لابنه: أدركت الصلاة معنا؟ قال: نعم

قال: أدركت التكبيرة الأولى؟ قال: لا.

قال: (لما فاتك منها خير من مائة ناقة، كلها سود العين). (أبو نعيم في الحلية الأولياء)

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم حذيفة، قال رجل منهم: ما يسرني أني فاتتني التكبيرة الأولى مع الإمام وأن لي خمسين من الغنم. وقال الآخر: ما يسرني أنها فاتتني مع الإمام وأن لي مائة من الغنم. وقال الآخر: ما يسرني أنها فاتتني مع الإمام وأن لي ما طلعت عليه الشمس. وقال الآخر: ما يسرني أنها فاتتني مع الإمام وأني صليت من العشاء الآخرة إلى الفجر، ولو فعلت ما رأيت أني فعلت ما فاتتني. (ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال).

قيل لنافع: ما كان يصنع ابن عمر في منزله؟ قال: الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما. أخرجه ابن سعد4/170

قال عدي بن حاتم: ما أقيمت الصلاة منذ اسلمت، إلا وأنا على وضوء (السير أعلام 3/164)

قال عدي بن حاتم: ما جاء وقت الصلاة إلا وأنا إليها بالأشواق، وما دخل وقت صلاة قط إلا وأنا لها مستعد [الزهد/249]

عن سعيد بن المسيب قال: ما دخل علي وقت صلاة إلا وقد أخذت أُهبتها (أي استعد لها بالطهارة)

وقال: ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد. (حلية الأولياء2/162)

ونقل ابن سعد عنه أنه قال: ما سمعت تأذيناً في أهلي منذ ثلاثين سنة [الطبقات 5/131]

وقال: ما فاتتني التكبيرة الأولي منذ خمسين سنة، وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة. 

وقال: ما فاتتني الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة. سير أعلام النبلاء4/30

قال إبراهيم النخعي رحمه الله تعالى: " إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يدك منه" [صفة الصفوة 3/88]

قال سفيان بن عيينة: لا تكن مثل عبد السوء، لا يأتي حتى يُدعَي، ايت الصلاة قبل النداء. (التبصرة لابن الجوزي:131)

قال وكيع: كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لا تفته التكبيرة الأولي، واختلفت إليه قريباً من سنتين، فما رأيته يقضي ركعة.

كان يحي بن القطان إذا ذكر الأعمش قال: كان من النساك، وكان محافظاً على الصلاة في الجماعة، وعلى الصف الأول. (حلية الأولياء5/49)

قال مصعب: سمع عامر بن عبد الله بن الزبير المؤذن، وهو يجود بنفسه، فقال: خذوا بيدي. فقيل: إنك عليل. قال: أسمع داعي الله ولا أجيبه! فأخذوا بيده، دخل مع الإمام في المغرب، فركع ركعة ثم مات. (السير5/220)

قال وكيع بن الجراح: من لم يدرك التكبيرة الأولى فلا ترج خيره. (أخرجه يحيى بن معين في تاريخه)

بشر بن منصور رحمه الله ما فاتته التكبيرة الأولي قط. (أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء).

وقال أبو عبد الله بن سماعة التيمي رحمه الله تعالى: "مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوم ماتت أمي". [السير 10/646]

وقال محمد بن سماعة القاضي رحمه الله: مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوما واحدا ماتت فيه أمي، ففاتني فيه صلاة واحدة في جماعة، فقمت فصليت خمسا وعشرين صلاة أريد بذلك التضعيف فغلبتني عيني، فأتاني آت فقال: يا محمد قد صليت خمسا وعشرين صلاة ولكن كيف لك بتأمين الملائكة؟

أخرجه ابن الجوزي في ((المنتظم في تاريخ الملوك والأمم))

وقال يحيى بن معين عن يحيى بن سعيد: إنه لم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة [السير 9/181]

وكان إبراهيم بن ميمون المروزي يمتهن صياغة الذهب والفضة، فكان إذا رفع المطرقة فسمع النداء ألقاها، فلم يردها، ولم يطرق بها.

قال ربيعة بن يزيد: مؤذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة، إلا وأنا في المسجد، إلا أن أكون مريضاً أو مسافراً. (السير5/239)

نقل الحاكم أن محمد بن يعقوب الأصم أذن في مسجده سبعين سنة. (السير15/455)

قال العلامة ابن الملقن رحمه الله في: وعن السلف أنهم كانوا يعزون أنفسهم إذا فاتتهم التكبيرة الأولى، ويعزون سبعا إذا فاتتهم الجماعة. (البدر المنير)

أكاديمية أسس للأبحاث والعلوم

الكلمات الدلالية