قراءة في كتاب: أصول البحث العلمي وتحقيق المخطوطات (1-2).

قراءة في كتاب: أصول البحث العلمي وتحقيق المخطوطات (1-2).
مصطفى عمرو
الثلاثاء ٣١ مايو ٢٠٢٢ - ٠٠:١٤ ص
961

قراءة في كتاب: أصول البحث العلمي وتحقيق المخطوطات (1-2).

كتبه/ مصطفى عمرو.

اسم الكتاب: أصول البحث العلمي وتحقيق المخطوطات.

اسم المؤلف: د. يوسف المرعشلي.

موضوع الكتاب: البحث العلمي وتحقيق المخطوطات.

تقسيم الكتاب: تمهيد وبابان.

عرض الكتاب:

التمهيد: 

تكلم عن تعريف البحث وأهميته النابعة من أهدافه والتي تتمثل في إبراز حقيقة ما، أو وضع حلاَ لمشكلة ما أو تصحيح خطأ شائع أو الرد على أفكار معينة مما يقدم للناس فائدة عظيمة ويساهم في نشر الوعي بينهم. 

ثم تكلم عن أنواع البحوث من حيث الكم والكيف، فمن من حيث الكم تنقسم إلى صغيرة وكبيرة، ومن حيث الكيف تنقسم إلى دراسة جديدة يعدها الباحث أو تحقيق مخطوط من كتب التراث الإسلامي. 

ثم أسهب في الحديث عن مواضيع البحوث التي يمكن للباحث أن يتناولها في بحثه، فقسمها إلى قسمين كبيرين؛ علوم نقلية ويقصد بها علوم الدين التي جاء بها الوحي، وعلوم عقلية كالطب، والهندسة، والفيزياء، والكيمياء. 

وركز الكلام على مواضيع علوم الدين وبين كثرتها وتشعبها فذكر منها: 

علوم القرآن.

- علوم الحديث. 

– أصول الدين من التوحيد، والعقائد، والفرق، والمذاهب. 

– الفقه بمذاهبه وأصوله.

– السيرة النبوية.

– التصوف والزهد والأخلاق.

– التربية الإسلامية.

– تراجم الرجال.

– التاريخ والجغرافيا.

– اللغة والأدب.

- بحوث الحضارة والفكر الإسلامي.

 وقد تكلم المؤلف على كل علم من هذه العلوم على حدة وذكر فيه موضوعات كثيرة يمكن للباحث أن يتناولها بالبحث. 

ثم ختم التمهيد بالكلام عن الشروط الواجب توافرها في كل من البحث والباحث ليخرج بحثاَ ناجحاَ مكتمل الأركان، فذكر من شروط البحث: 

1- أن يقدم شيئاَ جديداَ، فلا يكتب موضوعاَ سبقه إليه غيره فأشبعه بحثاَ وتحليلاَ وبياناَ، إلا إذا كان غير قد تناول جانباَ من جوانبه فلا بأس أن يختار جانباَ آخر. 

2- الحيوية والواقعية، بأن يكون للبحث صلة قوية بالواقع وحاجة المجتمع، فكلما اتسعت دائرة الانتفاع به ازدادت أهميته. 

3- خصوبته وغزارة مصادره وتوافرها. 

4- وضوح المنهج، فينظم الباحث خطة البحث بشكل منطقي ويوزع أفكاره الرئيسية ضمن أبواب وفصول منسجمة، ثم يبدأ الكتابة بحيث يسلسل أفكاره وينتقل مع القارئ من نقطة إلى أخرى بترابط. 

5- تحديد عنوان الموضوع بدقة فيعبر عن مضمون البحث. 

6- سلامة الأسلوب من الأخطاء النحوية واللغوية ووضوح العبارات وعدم غموضها.       

7- دقة المعلومات بذكر مصادرها مما يعطي البحث أهمية وقيمة أكبر. 

ثم تكلم عن شروط الباحث فذكر منها: 

1- سعة الاطلاع والعلم والمعرفة. 

2- الموهبة والذكاء والقدرة على التأمل والتفكير والاستنباط، كي يستطيع الوقوف على دقائق الأمور ويحسن الربط بينها ويُوفًّق في عرضها وبيانها. 

3- التمحيص والتحقيق والتدقيق. 

4- الموضوعية والتجرد والبعد عن الهوى والتعصب. 

5- التواضع واحترام آراء الآخرين. 

6- الأمانة العلمية، وهي التزام نقل النصوص كما هي من مصادرها، بدون زيادة، أو نقص، أو تحريف، أو تبديل. 

7- العزيمة، والهمة العالية، والتضحية، والصبر. 

8- أن يكتب في مجال تخصصه حتى يكون ملمًّا بجميع جوانب بحثه فتقل نسبة الخطأ عنده. 

9- أن يكون البحث موافقا لميوله ورغباته. 

الباب الأول بعنوان: كتابة البحث العلمي.

قسمه المؤلف إلى ثلاثة فصول هي مراحل إعداد البحث: 

1- مرحلة الإعداد النظري. 

2- مرحلة التنفيذ العملي. 

3- المرحلة النهائية. 

الفصل الأول: مرحلة الإعداد النظري: 

وفيها يحدد الباحث أولا موضوع البحث الذي سيخوض فيه، ويراعي فيه أن يكون متخصصا في العلم الذي سيكتب فيه، وأن يختار الموضوع الذي يميل إليه ويحبه وينسجم مع تفكيره وشخصيته. 

وقد أرشد المؤلف الباحث المبتدئ إلى بعض الأمور التي يتجنبها عند اختيار الموضوع فذكر منها: 

الموضوعات المعالجة من قبل. 

والموضوعات التي يشتد الخلاف حولها لأنها بحاجة إلى فحص وتمحيص. 

والموضوعات العلمية المعقدة التي ستكون صعبة على المبتدئ.

والموضوعات الخاملة التي لا تبدو ممتعة.

والموضوعات التي يصعب العثور على مادتها العلمية، أو الموضوعات الواسعة جدا والضيقة جدا أو الغامضة حيث يصيب الباحث الكثير من العنت في معالجتها. 

ثم عليه أن يختار عنوانًا لبحثه يراعي فيه: الجِدة والابتكار، وإيجاز العبارة، ومطابقة العنوان للموضوع، مع الوضوح والموضوعية؛ بحيث يحمل العنوان الطابع العلمي الهادئ الرصين بعيدا عن العبارات الدعائية المثيرة التي هي أنسب للإعلانات التجارية منها إلى الأعمال العلمية. 

وبعد أن يحدد الباحث موضوع البحث ويختار عنوانه عليه أن يضع خطة أولية للبحث، بمعنى تقسيم أفكار البحث إلى أفكار رئيسية وجزئية. 

وتضم الخطة المثالية: مقدمة، وتمهيد، وبضعة أبواب، في كل باب عدة فصول، وفي كل فصل عدة مباحث، وخاتمة، وفهارس. 

ثم وضح المؤلف باختصار ما يجب أن يشتمل عليه كل جزء من هذه الأجزاء. وأشار إلى أهمية وضع خطة للبحث وأن بدونها ربما يضطر الباحث إلى إعادة الكتابة بعد استنزاف الكثير من الوقت والجهد حيث يتبين عدم الترابط والتنسيق بين المباحث فيما بينها، وهي خطة لا يفترض أن تكون نهائية، فكثيرًا ما يطرأ عليها التغيير والتعديل بعد العمل بالموضوع. 

ثم انتقل المؤلف إلى الجزء الأخير من مرحلة الإعداد النظري وهو تحديد المصادر الأولية للبحث، وذكر أهم المصادر التي يمكن للباحث الاستعانة بها وهي: 

1- فهارس المكتبات العامة والخاصة. 

2- الموسوعات العلمية المتخصصة، مثل الموسوعة الفقهية، وموسوعة أطراف الحديث الشريف. 

3- المصادر البيلوغرافية، وهي الكتب المهتمة بالعلوم وجمع ما يصدر فيها من كتب، مع ذكر بيانات كل كتاب من: اسم المؤلف، والمحقق، والبلد الناشرة، ودار النشر، ورقم الطبعة، وتاريخها، وعدد المجلدات والأجزاء والصفحات. 

4- فهارس المصادر والمراجع المثبتة في أواخر الكتب التي لها صلة وثيقة بالموضوع المختار. 

5- الدوريات والنشرات العلمية المتخصصة بالكتاب مثل مجلة الأزهر المصرية. 

وأشار إلى أهمية تسجيل معلومات المصادر فيجعل لكل مصدر بطاقة يدون فيها: اسم المؤلف – اسم الكتاب – موضوعه – اسم المحقق – بلد النشر – اسم الدار الناشرة – رقم الطبعة – تاريخ الطبع – عدد المجلدات والأجزاء والصفحات – مكان وجود المصدر. 

وأشار إلى أهمية أن يفرق الباحث بين المصادر الأصلية والفرعية (المراجع):

 فالأصلية هي المكتوبة بأيدي المؤلفين أنفسهم أو المعاصرين لحدث معين عاشوا الأحداث والوقائع ودوًّنوها، فكانوا مصادر لمن بعدهم مثل تفسير الطبري وتاريخه، وصحيح البخاري، والأم للشافعي، ومعجم العين للخليل بن أحمد. 

وأما المراجع فهي التي تعتمد في مادتها العلمية أساسا على المصادر الأصلية الأولى، فتنقل منها وتتعرض لها بالشرح والتحليل أو النقد والتعليق والتلخيص. 

وينبغي للباحث أن يرجع دائما إلى المصادر الأصلية القديمة، ومن الخطأ الكبير أخذ المعلومات من المراجع المتأخرة مع توفر مصادرها، ولم يجوز العلماء ذلك إلا في حالة فقد المصادر. 

الفصل الثاني: مرحلة التنفيذ العملي: 

1- المطالعة الهادفة الفاحصة لكل المصادر والمراجع التي جمعها، وليركز على ما يهمه فقط وما له صلة ببحثه، وليكتب ما يراه مناسبا لبحثه أو يصوره. 

2- تنظيم المعلومات التي جمعها وتدوينها ليحسن الاستفادة منها. 

3- ثم تبدأ مرحلة كتابة البحث، ويبدأ فيها أولا بكتابة المتن، وهنا سيجد الباحث أمامه ملفات كثيرة ممتلئة بالشواهد والأفكار العديدة، فعليه أن ينتخب ويختار الأفضل منها. 

وهنا يجب مراعاة أركان البحث العلمي الثلاثة وهي: 

1- الأسلوب.

2- المنهج.

3- المادة.

يراعى في الأسلوب طبيعة البحث، فالحقائق العلمية تستوجب أسلوبًا علميًّا له خصائصه في التعبير والتفكير والمناقشة، يتميز بالهدوء والوضوح والقوة، ومما يعين على الكتابة العلمية الجيدة: 

القراءة الواسعة – دراسة قواعد اللغة بنحوها وصرفها وبلاغتها – الدُّربة الطويلة – ممارسة الكتابة في شتى الأغراض – القراءة لكاتب من مشاهير الكُتًّاب سبق له الكتابة في الموضوع نفسه. 

ويراعى في المنهج تنظيم العرض وتقديم الأدلة، فيهتم بالمقدمات التي توضح الفكرة وتبين المراد، ثم يستعين في كتابة الموضوع بالتحليل العلمي الصادق بصورة منطقية، يسلك أسلوبا سويا ليس بالطويل الذي يبعث على الملل ولا الموجز القصير الذي لا يشبع نهم القارئ. وليستعين بالمقارنات التي تبرز المعاني وتوضح الأفكار، وليهتم بتضمين بحثه عناوين رئيسة وأخرى جانبية، بدون إفراط مما يجعل من البحث صورة حية ناطقة. 

ويراعي في المادة أن تكون غزيرة غنية صحيحة موثقة. 

وبعد الانتهاء من كتابة المتن يأتي ثانيا كتابة الهوامش وهو ما يكتبه الباحث من أفكار ثانوية في كتابه أو كتاب غيره؛ ليشرح غامضا، أو يوضح فكرة، أو يوسع في شرحها، أو يوثق معلومة بذكر مصادرها، أو يخرج حديثا، أو يعرف بعلم من الأعلام، أو مكان أو يناقش رأيا أو يعلق على رأي. 

وقد اتفق المحققون على أمور لابد منها في الهوامش وهي: 

1- تخريج الآيات القرآنية وتفسير غريبها ومعانيها. 

2- تخريج الأحاديث النبوية الشريفة والآثار، وشرح غريبها وبيان درجتها من الصحة أو عدمها. 

3- شرح الغريب من الألفاظ اللغوية والمصطلحات. 

4- التعريف بالأعلام المغمورين. 

5- التعريف بالأماكن والأزمنة والوقائع الغامضة. 

6- تخريج الأمثال والأشعار. 

7- توثيق النقول بعزوها إلى مصادرها. 

8- مناقشة الآراء وبيان أوجه الموافقة أو المخالفة. 

9- ذكر دليل المسائل التي في المتن أو أمثلة لتوضيحها. 

10- التعليق على النص بما يشرح غامضا أو يوضح رأيا. 

وقد أسهب المؤلف في بيان هذه الأمور واحدا واحدا وبيان كيفية كتابتها الكتابة المثالية. 

ثم تأتي الخطوة الرابعة من خطوات كتابة البحث وهي وضع المقدمة والخاتمة، ويمكن أن تحتوي المقدمة على الأفكار التالية: 

الإشارة إلى قيمة وأهمية البحث 

– شرح الأسباب التي أدت إلى الاهتمام بهذا الموضوع.

– بيان خطة البحث وتقسيمه إلى أبواب وفصول ومباحث – تحديد المنهج الذي سلكه الباحث في معالجة موضوعات البحث.

– تحديد معاني المصطلحات التي جرى استعمالها في البحث. 

– الدراسات والأعمال السابقة في موضوع البحث وبيان الإضافة الجديدة التي أضافها البحث. 

أما الخاتمة فيتعرض فيها الباحث لموضوعات البحث بصورة مختصرة وكأنها مقدمات يقصد منها أن تقود إلى النتيجة أو النتائج بشكل طبيعي، وفي سبيل ذلك يتطلب الأمر الكثير من التحليل والتركيز على أهمية بعض النقاط الرئيسة بحيث تلامس تفكير واهتمامات القراء. 

الفصل الثالث: المرحلة النهائية للبحث: 

وهي طبع البحث وتصحيحه ووضع فهارسه ثم تجليده وأخيرا مناقشته، والفهارس الأساسية لكل بحث خمسة: 

فهرس الآيات القرآنية – الأحاديث النبوية – الأعلام – ثبت المصادر والمراجع – محتويات البحث. 

وقد تكلم المؤلف عن هذه الفهارس واحدا واحدا وكيفية إعداده. 

وبذلك يكون المؤلف قد انتهى من عرض أصول وقواعد كتابة الأبحاث، وانتقل بعدها إلى بيان قواعد تحقيق المخطوطات في الباب الثاني. 

أكاديمية أسس للأبحاث والعلوم

الكلمات الدلالية