6 - باب كَيْفَ التَّكَشُّفُ عِنْدَ الْحَاجَةِ
كتبه / محمود الشرقاوي
التَّكَشُّفُ: أي رفع الثوب.
ومعني العنوان: بيان كيفية رفع الثوب عند إرادة قضاء الحاجة وفى أي وقت يكون والمقصود من ذلك: أنه يكشف عورته إذا قرب من الأرض ولا يكشفها وهو قائم؛ لأن هذا أستر له.
14 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا أَرَادَ حَاجَةً لاَ يَرْفَعُ ثَوْبَهُ حَتَّى يَدْنُوَ مِنَ الأَرْضِ. [حكم الألباني: صحيح]
معاني المفردات:
أَرَادَ حَاجَةً: أي: قضاء الحاجَة من بول أو غائط.
ثَوْبَهُ: أي إزاره وهو ثوب يلف على وسط الإنسان من سرته إلى أسفل الركبة أو ثَوْبَهُ: بمعني القميص (ويسمي في عرفنا الأن جلبيه)
يَدْنُوَ: دْنُوَ: أي يقترب والمعني أنه إذا أراد الجلوُس للحَاجة لا يرفع ثوبه عن عورته في حَال قيامه حتى يقترب من الأرض.
فقه الحديث: يدلّ الحديث على:
1- إذا أراد الجلوُس للحَاجة لا يرفع ثوبه عن عورته في حَال قيامه حتي يقترب من الأرض؛ حتي لا تنكشف عورته فإذا دنا مِنَ الأرض رفعَ ثَوبه قليلًا قليلًا لأنه قد يُرى في حال القيام ما لا يُرى في حال الجلوس، فالإنسان قد تكون أمامه سترة قصيرة كساتر رمل فإذا اقترب ودنا من الأرض سترته فإذا رفع ثوبه في هذه اللحظة لا تنكشف عورته، لكنه لو رفع ثوبه وهو قائم فإنه يرى من فوق هذه السترة وتنكشف عورته وهذا إن كان يقضي حاجته خارج بنيان أما في البنيان داخل دورة المياه فإنه لا يرفع ثوبه إلا بعد الدخول وغلق باب دورة المياه يرفع قبل أن يجلس حتي لا تصاب ثيابه بنجاسة لأنه لا يوجد أحد معه يري عورته.
2- وإن كان يلبس بنطال فلا ينزله عن عورته أيضاً في حَال قيامه حتى يقترب من الأرض،
3- ويستفاد من ذلك أيضا إذا فرغ من قضاء الحاجة يستحب أن ينزل ثوبه قليلًا قليلًا قبل قيامه حتى لا يرى أحداً عورته.
4- مبالغة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دوام الستر استحياء من الله تعالى.
5- الاحتياط في عدم إظهار وكشف العورة لأن كشف العورة حرام إلا في حال ضرورة كمن يكشف عورته أمام الطبيب للعلاج.
6- اهتمام الصحابة بنقل كل أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وحركاته حتى نقتدي بها.
7- ينبغي لنا الاقتداء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن الصحابة لم ينقلوا ذلك عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا للاقتداء به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.