(5 – 1) باب الرُّخْصَةِ في اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ.
كتبه / محمود الشرقاوي
معني العنوان الرخصة في ذلك، يعني: الرخصة في استقبال القبلة واستدبارها أثناء قضاء الحاجة؛ لأنه ذكر قبل ذلك كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، وهنا قال: الرخصة في ذلك، يعني: في الاستقبال والاستدبار.
12 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ لَقَدِ ارْتَقَيْتُ عَلَى ظَهْرِ الْبَيْتِ فَرَأَيْتُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- عَلَى لَبِنَتَيْنِ مُسْتَقْبِلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لِحَاجَتِهِ [حكم الألباني: صحيح].
معاني المفردات:
ارْتَقَيْتُ: صعدت
ظَهْرِ الْبَيْتِ: أي فوق سقف البيت وهو بيت حفصة أخته زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لَبِنَتَيْنِ: طوب يصنع من الطين للبناء.
بَيْتِ الْمَقْدِسِ: أي المسجد الأقصى وسمي (بَيْتِ الْمَقْدِسِ) من التقديس وهو التطهير.
لِحَاجَتِهِ: لقضاء الحاجة من بول وغائط.
فقه الحديث: يدلّ الحديث على:
1- كيف نظر ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُما إلى النبي صلى الله عليه وعلى وسلم وهو في تلك الحالة وهو لا يجوز؟ الجواب: وقع ذلك منه دون قصد لأنه إنما صعد السطح لضرورة له وهو بيت حفصة أخته زوج النبي صلى الله عليه وعلى وسلم.
2- جواز نقل مثل هذه الأفعال عن النبي صلى الله عليه وعلى وسلم للاقتداء بها والعمل.
3- فيه أن الذي يقضي حاجته ينبغي أن يرتفع عن الأرض حتى لا يصب الغائط جسده .
4- وهذا الحديث مع الحديث القادم يدل على أن الاستقبال والاستدبار عند الحاجة في البنيان مرخص به، وأنه لا بأس بذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعله، فيدل هذا على جوازه.
5- قد جمع بعض أهل العلم بين هذا الحديث وبين حديث أبي أيوب الماضي أن حديث أبي أيوب عام بأن يحمل على ما إذا كان في العراء وفي الخلاء والصحراء وأما إذا كان في البنيان فإنه يؤخذ بما جاء في حديث ابن عمر وإن كان ذلك جائزاً إلا أنه لا شك أن ترك ذلك وعدم الاستقبال القبلة عند قضاء الحاجة والاستدبار هو الأولى.