(4- 2) - باب كَرَاهِيَةِ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ.

(4- 2) - باب كَرَاهِيَةِ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ.
الخميس ٠٣ فبراير ٢٠٢٢ - ٠٩:٠٠ ص
47


(4 -2) - باب كَرَاهِيَةِ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ. 

كتبه /محمود الشرقاوي 

8 - عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ فَلاَ يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلاَ يَسْتَدْبِرْهَا وَلاَ يَسْتَطِبْ بِيَمِينِهِ». وَكَانَ يَأْمُرُ بِثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ وَيَنْهَى عَنِ الرَّوْثِ وَالرِّمَّةِ. [حكم الألباني: حسن] 

معاني بعض الكلمات: 

لَا يَسْتَطِبْ بِيَمِينِهِ: لا يستنج؛ وسمي الاستنجاء تطيب لأن بالاستنجاء وإزالة النجاسة منه يصير الموضع طيباً.

فَلَا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ: أي لا يكون أثناء قضاء الحاجة وجهه ناحية القبلة. 

وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا: أي لا يكون أثناء قضاء الحاجة ظهره ناحية القبلة.

الرَّوْثِ: أي الرجيع والفضلات. 

 الرِّمَّةِ: هي العظام البالية يعني. 

فقه الحديث: يدلّ الحديث على: 

1- يدل الحديث على حسن خلقه صلى الله عليه وسلم وتودده لأصحابه، فكما أن الولد من السهل عليه أن يسأل أباه عما يعرض له من الأمور لقوة المحبة بينهم ولكثرة الاتصال فيما بين الوالد والولد، فذلك قال عليه الصلاة والسلام: (إنما أنا لكم بمنزلة الوالد).، 

2- ويدل الحديث على رفقه بأمته، وحرصه على إفادتها والنصح لها، فهو أنصح الناس للناس، وهو أكمل الناس نصحاً، وأكملهم بياناً، وأفصحهم لساناً عليه الصلاة والسلام. 

3- وأن على الآباء أن يعلموا أبناءهم؛ لأن هذا فيه إشارة إلى التعليم من الآباء للأبناء. 

4- وهذا فيه بيان أن الأبناء عليهم أن يطيعوا الآباء فيما يأمرون به ويرشدون إليه في غير معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إذا كان في ذلك مصلحة، 

5- منزلة النبي عليه الصلاة والسلام خير من الوالدين، ويجب أن يكون في كل نفس مسلم أحب من والديه وأولاده والناس أجمعين، كما قال عليه الصلاة والسلام: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)؛ لأن النعمة التي ساقها الله تعالى للمسلمين على يديه -وهي نعمة الإسلام والهداية إلى الصراط المستقيم، والخروج من الظلمات إلى النور- أعظم وأجل نعمة، ولهذا كانت محبته يجب أن تكون في القلوب والنفوس أعظم من محبة الوالد والولد والزوجة والصديق والقريب والحميم وكل من تربطه بالإنسان رابطة. 

6- فيه النهي عن أن نستنجى باليمين تعظيم لليمين كما في الحديث السابقز 

7- النهي عن استقبال القبلة اثناء قضاء الحاجة إظهاراً لاحترام وتعظيم القبلة.

8- إذا أراد أن يستخدم الحجارة أو ما ينوب عنها كالمنديل في ازاله النجاسة بدل الماء بعد قضاء الحاجة لا يكون أقل من ثلاث أحجار أو ثلاث مسحات لقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَكَانَ يَأْمُرُ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ).

9- النهي عن الاستنجاء بالروث 

لكن ما العلة في النهي عن الاستنجاء بالروث؟ 

الإجابة: أن الروث نوعان: 

الأول: روث نجس كروث بني آدم وروث الحيوان الذي لا يُأكل لحمه كالحمير، فكل ما يكون محرم الأكل فإن رجيعه نجس، ومن المعلوم أن إزالة النجاسة بنجاسة لا يزيدها إلا شدة، فكون الإنسان يأتي بروث ويستنجي به فمعناه أنه زاد النجاسة، وزاد السوء سوءًا.

- الثاني: روث طاهر وهو روث ورجيع الحيوان مأكول اللحم كالإبل والبقر والغنم؛ وهذه لا يجوز أن يستنجى بها أيضاً لأنه قد جاء في بعض الأحاديث بيان الحكمة في ذلك، أنها طعام وعلف دواب الجن لذلك بالقياس عليه لا يجوز أن يستنجى بطعام وعلف دوابنا نحن.

10- (أَوْ عَظْمٍ) أي لا يجوز أن يستنجى بالعظم لثلاث علل: 

الأولي: أنه قد جاء في بعض الأحاديث بيان الحكمة في ذلك، وأنها طعام إخواننا من الجن كما ذكرنا في شرح الحديث السابق لذلك بالقياس عليه لا يجوز أن يستنجى بطعامنا نحن من باب أولي.

الثانية: أن العظم أملس فلا يحصل به التنظيف والإنقاء تماماً.

الثالثة: أن العظم قد يجرح الإنسان. 

لذلك لا يجوز أن يستنجى بالزجاج لأنه قد يجرح الإنسان وأملس فلا يحصل به التنظيف والإنقاء تماماً.


أكاديمية أسس للأبحاث والعلوم